البحث عني - روايه مسلسله

اسمي (ميرا)...وهو مايصر الجميع على انه غير حقيقى
***********************************
لا اذكر الكثير عن طفولتى او مراهقتى ..ربما لان تلك الايام لم تكن تحمل من الاحداث ما يستحق ان اذكره اصلا ..لكنى املك ذاكره حديديه حين يتعلق الامر بأيامى وساعاتى الآنيه ..حين يتعلق الامر بتلك الفتاه الجميله المفعمه بالنشاط (ميرا)...
اعرف انى ناشطه فى مجال حقوق الانسان ..زرت احياء عشوائيه عده وكتبت تقارير احكى فيها عن كم البؤس الذى رأيته فى عيون الاطفال وكم الهم الذى حفر بقسوه اخاديده على وجوه النساء ليمنحهن ذلك الجمال الخشن ..الحزين ...
اعرف ايضا اننى اكسب المال من هوايتى الاثيره والتى صارت حرفتى ..التصوير الفوتوغرافى ...ااااااااااه ...يالها من مهنه!..لطالما كانت الكاميرا رفيقه كفاحى حين كنت اشق طريقى بين البيوت العشوائيه ..والازقه الضيقه ..لاصور البيوت ..والبشر ..اسجل نظرات العيون المملوءه قهرا ..والابتسامات الطافحه بالمراره ....رباااااااااه!..كم من مره تسللت من دارى قبل الفجر لاسجل بالكاميرا مشهد لخيوط الصباح تشق طريقها بين السحب وبقايا الظلام ...
ان غرفتى تمتلئ بالصور ..غرفتى هى معرضي الدائم ولكنها ليست معرضى الوحيد ..فأنا محترفه ..صورى تملأ المجلات ..وتباع باعلى الاسعار للصحف ..
اعيش حكاية حب ايضا ...اسمه (ادهم )...رجل اعمال ..ورث التجارة عن ابيه وبمزيج من المثابره والعبقريه حولها الى امبراطوريه ..وسيم هو ..ليس كجورج كلونى او براد بيت ..لكنى احب ملامحه ..احب ابتسامته ..احب عيناه الذكيتين ..عفويته ..خفة دمه ..حتى اسلوبه فى اختيار الثياب ..احبه ..احبه جدا ..جدا
رباه!...انا لم اصف نفسي حتى الآن ..ترى هل هذا ضرورى ؟...يبدو انه ضرورى ..حسنا ..انا جميله ..جميلة جدا ..لست واحدة من هؤلاء المغرورات المعجبات جدا بأنفسهن ..لذلك حين اقول انى جميله فيجب ان تثقوا بما اقول ....متوسطة الطول ..والحجم ايضا ...عسلية العينين بنية الشعر ..شعرى ناعم وقصير كشعر رجل ...
هل بقى ما يمكن ان اقول؟؟
لا ..لا اظن ...انتم الان تعرفون كل ما اعرف عن نفسي ...واتعشم حقا ان تصدقوننى ..بالله عليكم صدقونى ...فقد مللت حقا من كل هذا القدر من التكذيب

بصراحه بداية رائعه.......والاجمل ان السطر الاخير

فعلا بيشدك لانك تعرف الباقي

منتظر الجزء التالي بفارغ الصبر

مستنيين باقي القصة يا رودي بس اوعي متكملش زي غيرها انتي فاهمة قصدي طبعا

سامح .......متشكره جدا على التشجيع

ايه .......... انتى بس قولى ياااااااااارب ...وطبعا فاهمه قصدك

(2)

تخيل ....ان تستيقظ يوما لتجد انك انسانا اخر ... لا اتحدث عن الاسم ..العنوان ..المهنه فحسب ...بل ما اتحدث عنه بحق هو الملامح ..العائله ..الاصدقاء ..حتى شريك المستقبل ..
ان تستيقظ فى فراش غير فراشك .. لتطل عبر مرآة غير مرآتك ..لترى ملامح ليست ملامحك ..وحين تصرخ يأتيك من لا تعرف ليناديك باسم تسمعه للمرة الاولى متساءلا عما بك ...وبعد كل هذا تبقى محتفظا بعقلك لكنهم جميعا يصرون على اتهامك بالجنون ...الا يبدو هذا كفيلم رعب من افلام الدرجه العاشره ؟؟

***************************************************

فتحت عيناى لاجدنى اتشارك الفراش مع فتاة لا اعرفها ..مراهقة هى ..لا يزيد عمرها ابدا عن 17 عاما ..تأملتها بدهشه ..وسرعان ما تحولت الدهشه الى رعب ...اننى فى غرفه لا اعرفها اتشارك الفراش مع فتاه لا اعرفها ...ان لم يثر هذا رعبي فاى شئ قادر على ان يفعل ؟؟

غادرت الفراش ببطء وخوف ..لمست الارض البارده بقدماى ..وسرت الى باب الغرفه بخطوات مرتعشه ..فقط لتصطدم عيناى بالمرآه ...وكانت الصدمه ...وصرخت ..........

****************************************************

*** بسم الله الرحمن الرحيم ...فيه ايه ع الصبح ؟؟
هكذا سألت المرأه التى اقتحمت الغرفه وهى تتأملنى بدهشه
اما الفتاة الغريبه النائمه فى الفراش ..فقد اعتدلت وفركت عينين كساهما النعاس ...وقالت : مالك يا (مريم )؟؟
تطلعت اليهما بعينين لا تريان ....ثم ..فقدت الوعى .

(3)

***انا مش (مريم )
هكذا قلت للمره الالف
كنت ممدده فى الفراش وتلك المرأه الغريبه التى تصر على انها امى تجاورنى نصف جالسه نصف راقده وتحيط كتفى بذراعها ..وتلك الفتاة المراهقه (مياده )-او (مى ) كما يدللونها - تجلس عند طرف الفراش ساكته مطرقه تتأمل السجاد وكأنها تراه للمرة الاولى ...

ثمه شاب وسيم اسمر يقف قرب الباب مستندا الى الحائط بلا مبالاه ...قال بصوت مرتفع نوعا محاولا كسر الصمت : جرى ايه يا بنى ادمين ..لا اسكت الله لكم حسا ...ماتوحدووووووووووووه

*** لا اله الا الله
هكذا تمتمت السيده (هاله)- المصره على انها امى - فى خشوع وهدوء حزين

رفعت (مياده ) رأسها وقالت بحده : (خالد) ..خلى عندك دم ..مش وقتك خاااااااااااالص على فكره

ابتسم بسخريه ..ثم التفت الى قائلا : جرى ايه يا ست ( مريم ) ؟؟...كل ده عشان سي (ابراهيم ) مقموص شويتين ؟؟

تنهدت بعمق ..وكررت تلك الجمله التى لا املك سواها منذ استيقظت : انا مش ( مريم )

بالسخريه نفسها قال : مش (مريم ) ؟...امال مين ؟..ام سحلول ؟؟

قالت (مياده): حوش حوش الخفه والظرف اللى بيدلدقوا من حضرتك ف كل حته

فرد "بغلاسه" : فين ؟..فين؟

عندها صرخت السيده (هاله ) بعصبيه : بطل سخافه ياااااااااا سخيف ..وروح شوف باباك اتأخر ليه ؟

غمز بعينه قائلا :وحشك هه؟...الله يسهلوا ياعم (رفعت ).

قذفته بالوساده ....فى حين قالت (مياده ): يا ماما مش على ما يلاقى دكتور ...ده الساعه ماكملتش 7 الصبح ...صعب يلاقى عيادات فاتحه

قال (خالد ) : على رأيك يا اوختشى ..ده حتى احنا لو بنبيع لبن مش هنصحى بدرى كده ..الصراحه بتختارى مواعيد تتعبي فيها يا (مريم ) ...ميه ميه ..ف الجوووووووووون

*** انا مش (مريم )
هكذا قلت مجددا وانا اكاد انفجر غيظا
لكن احدا لم يرد ...فقط قائمة الغرباء ازدادت واحدا ...واحدا دخل الغرفه ..وسمح لنفسه بأن يقبل جبينى.

الفقرة الاولي من الحلقة التانية

ده مش يبقي فيلم رعب لاااا

ده حلقة القبطان عزوز لما فقد الذاكرة

بقى كده يا سامح ؟؟؟..........مااااااااااااااااااااااشي

بس جميلة وشدتني اكتر بصراحه لما خلصت منتظر الباقي

(4)

أجفلت حين انحنى ليقبل جبينى ...لكن حنانه الغريب ..وصدقه ..جعلانى ارتجف
لم يمنحنى الفرصه لارفض او اعلق ..فقد التفت الى الباب قائلا : ماتدخل يا (هشام ) ...واقف كده ليه؟؟
ثم قال موجها كلماته الي : رحت صحيتلك عمك (هشام ) من احلاها نومه وجبته لحد عندك ..هو احنا يعنى عندنا كام (مريم )؟؟

**انا مش ( مريم )
نظر الطبيب (هشام ) الى السيد (رفعت) بدهشه ..فاسرعت السيده (هاله ) بالقول : أهى من صباحية ربنا وهى ع الحال ده يا دكتور ...اللى طالع عليها انا مش مريم ..انا مش مريم
وقالت (مياده ): واغمى عليها فجأه كمان

**اه ...ماهو (رفعت )قاللى يا (مى )
ثم التفت الى (خالد ) متساءلا : قستيلها الضغط؟؟

** ده على اساس انى باعرف اقيس ضغط ؟؟
قالت السيده (هاله ): امال بقالك 3 سنين ف كلية طب بتهبب ايه؟؟

** باهبب بي ..او سي ..او دى ..او ...........

قاطعته : يا مرارتى

اجاب باستفزاز : سلامة مرارتك يا ست الكل يا قمر انتى ..بس اللى انتى ماسكاها دى الزايده على فكره.

قالت (مياده): سيبك منه يا عمو وشوفلنا (مريم ) مالها ...وان كان على قياس الضغط اقيسهولها انا

رد (خالد ): انتى فاكراها لعبه يا بنتى ...هو انتى عشان كنتى بتقفى مع (مريم ) ف الصيدليه ف اجازة الصيف افتكرتى نفسك دكتوره....ده انتى يادوبك حتة عيله ف ثانويه عامه ..وادبي كمان ...ويااااااااااااريتك فالحه

ردت : سيبنالك الفلاحه انت يا اخويا ..يا مشرفنا ورافع راسنا بالامتياز ومرتبة الشرف كل سنه

** اوبااااااااااا ...احنا هنعاير بعضينا ولا ايه ...لعلمك انا لو عايز اجيب امتياز كنت جبته بصباعى الصغير ..بس انا اللى متواضع ..ماله المقبول يعنى

** تؤ تؤ تؤ ..كفايه احسن هاعيط ..ايه يا ابنى تواضع العلماء ده

ردت السيده (هاله ) بعصبيه -كالعاده - : اخرسي انتى وهو احسن وحياة ربنا هاخلى الشبشب يشتغل ...جتها نيله اللى عايزه خلف

ابتسم الدكتور (هشام ) وهو يتابع الحوار ثم قال محاولا تهدئة الاجواء : الصوت يا جماعه شويه ..مش عارف اقيسلها الضغط.

ثم التفت الى قائلا : ما قولتيليش بقى يا ست (مريم ) حاسه بايه ؟

قلت بملل : انا مش (مريم)

(5)

** بنتك محتاجه دكتور نفسي يا (رفعت )

** انت بتقول ايه يا (هشام ) ..عيب عليك يا راجل ده احنا عشرة عمر

** العلاج النفسي لاهو عيب ولا حرام

** بس انا بنتى مش مجنونه يا (هشام )

تدخلت السيده (هاله ) فى الحوار قائلة :هى حصلت لدكتور نفسانى ؟... عجبك كده يا سي (رفعت ) ؟..ياما قلتلك خف ع البنت شويه وسيبها تفك عن نفسها وتخرج مع خطيبها ..تقولى لااااااااااا الكلام ده مش عندى لما يبقوا يكتبوا الكتاب يبقوا يخرجوا براحتهم ..ادى النتيجه ..ادى النتيجه يا (رفعت ) ..خطيبها اتقمص وهيطفش ..وبنتك اتعقدت ...بنتك اتعقدت يا (رفعت ) ..مبسوط؟؟

** بس بس بس ...ايه انتى ما بتصدقى ؟...(مريم ) دى ست البنات ..هو انا خلفت غير (مريم )

قال (خالد): ده على اساس انكوا لقيتونا قصاد باب الجامع يعنى ؟؟...اتاريكوا من وانا صغير بتعذبونى وبتاكلوا اكلي ...انا كده عرفت الحقيقه المره ...انا مش ابنكوا ..انا ابن الخطيئه ..اهئ اهئ اهئ

قالت (مياده ): عارف يا (خالد ) ...انا لو قمت ولعت فيك دلوقتى حالا هيبقى عندى حق

** بس مش بذمتك مش اجنن ف التراجيدى؟؟

ردت السيده (هاله): بلاش سيرة الجنان دى بقى

قال دكتور (هشام ) : يا مدام (هاله ) انا ما اقصدش ان (مريم ) مجنونه لا سمح الله ...انا بس باقول يمكن اعصابها تعبانه شويه ...انتى بتقولى متخانقه مع خطيبها

قال (خالد) : عندى ليكوا دكتور نفسانى ميه ميه ...كان بيدرسلنا سيكولوجى السنه اللى فاتت ..بس ايه بقى فاصل شحن تلات ارباع الوقت ...تحس كده ان العيانين بتوعه بهتوا عليه ..نفسانى نفسانى يعنى

رد (رفعت ) بعصبيه : لا نفسانى ولا بتنجانى ...اقفلوا السيره دى ..هى بس بتدلع عشان تشوف غلاوتها عندنا ..وان كان على خطيبها هو كلمنى امبارح وجاى يصالحها النهارده ...خلاص ..نفضها سيره بقى

قال الدكتور (هشام ): انت حر يا (رفعت)...انا اللى عندى قلته ..علاج بنتك نفسي مش عضوى ...الا هل بلغت اللهم فاشهد

رد (رفعت ) وهو يوصله الى الباب : متشكرين جدا يا (هشام ) ..تعبناك معانا

وخرج (هشام ) ...وترك العائله لسؤال مهم جدا ....هل (مريم ) مريضه نفسيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

.لعلمك انا لو عايز اجيب امتياز كنت جبته بصباعى الصغير ..بس انا اللى متواضع ..ماله المقبول يعنى

>>>>>>>>>>>>>>>

راااااااااااااااااااائع وواقعية اوي

منتظر الباقي ومتابع بشدة

ميرسي على المتابعه والتشجيع الجامد ده يا سامح

(6)

امام المرآه اقف لأتأمل تلك الفتاه النحيله الشاحبه التى من المفترض انها انا ....
الشعر الطويل جدا والذى بالكاد اجمعه الى الاعلى ..العيون الحزينه ..الحزينه جدا ..
وحيدة انا بعد ان نصحونى بان انام قليلا ..وكأن النوم سيحل مشكلتى او مشكلتهم ...
اتأمل تلك الصوره الوحيده المعلقه على الحائط محاطه باطار ضخم لا يناسب ابدا غرفة للنوم ... الصوره لتلك الفتاه التى من المفترض انها انا ..النحول ذاته ..الشحوب نفسه ..الشعر الطويل ..والنظره الحزينه ..تجاورنى
(مياده ) وفتاتين اخريين يبدو انهما صديقتان لى ...اجواء الصوره ومانحمله من حقائب ضخمه يوحى بانها كانت اثناء رحلة ما ...الفتاتين من ذلك النوع المستفز المهتم جدا بكل التفاصيل ..الماكياج الكامل ..العيون الملونه والتى لاتحتاج الى ذكاء كبير لتدرك انها العدسات اللاصقه ...الثياب متناسقة الالوان جدا ..احداهما محجبه تغطى شعرها ب6 اوشحه على الاقل ليتناسب حجابها مع كل الالوان الموجوده فى ثوبها - لا افهم كيف تعتبر الفتيات هذا الكرنفال اناقه - اما الاخرى فهى بلا حجاب لكن شعرها مصفف بعنايه ترفع الضغط

اتأمل لون الجدران ..الفراش ..وخزانة الثياب
افتح خزانة الثياب واتفقد تلك القطع التى تملأها ...ثياب كثيره..كثيره ...لكنها لا تشبهنى ..بحثت عن قميص من القطن او تنوره من الجينز فلم اجد ..حتى بين ثياب (مياده)...الثياب كلها كلاسيكيه تناسب امرأه اربعينيه انيقه لا تعرف عن العالم اكثر من النادى والزيارات العائليه ..لا يمكن ابدا ان تكون تلك الثياب لفتاة شابه فى مثل عمرى ...ربما ثياب (مياده)اقرب لورح الشباب برغم كلاسيكيتها لكن (مياده) اصغر منى ..اصغر منى بكثير...
بين ثياب (مياده) وجدت اوشحة عده ...يبدو ان (مياده) محجبه ..اعرف اننى ايضا محجبه ...لكن بين ثياب تلك الفتاة (مريم) لا اجد اى اوشحه ....

بدأت اعتاد الغرفه على اى حال ..احببت تلك النافذه الواسعه المطله على شارغ نظيف على جانبيه يصطف الشجر .. لكننى برغم كل شئ مازلت لا افهم ...لماذا انا هنا ؟؟..وكيف ؟....كيف ؟؟

عجبتني اوي الجملة دي

لا افهم كيف تعتبر الفتيات هذا الكرنفال اناقه

ده شرف ليا ان كتاباتى تعجبك يا باشمهندس

حلوة اوي القصة يا رودي همتك بقى عشان تكمل شوقتيني اعرف ايه اللي هيحصل

فين الباقي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يويو ..........هذا هو المطلوب ...انك تتشوقى وتبقى عايزه تكملى القصه ...امال انا بلعب ولا ايه؟؟


سامح .....شوف الكومنت الجاى عشان ده الحلقه الجديده

(7)


تسللت (مياده) الى الغرفه بهدوء ناعم ... عندما رأتنى واقفه عند خزانة الثياب سألت بدهشه : انتى مانمتيش ؟؟

ياله من سؤال عبقرى !...اقف امامها واعيه يقظه وتسألنى ان كنت لم انم؟؟....هززت رأسي بمعنى لا وانتظرت السؤال التالى المتوقع جدا ..لماذا ...لكنها اثارت دهشتى فعلا حين لم تسأله ...وكأنها ترى ان من المنطقى الا انام ..او وكأنها كانت تتوقع الا انام ....

قالت : دكتور (هشام ) بيقول ان نفسيتك تعبانه ..ولازم دكتور نفسي يشوفك ...وماما مصدقه ..لكن بابا مش مقتنع خالص

جلست على ذلك الكرسي المواجهه لطاولة الزينه وتأملت بشده ملامحى المنعكسه عبر المرآه ..ثم سألت ببطء: تقصدى انى مجنونه ؟؟

*** لا لا خااااااااااااالص يا مرمرموره ....انتى عارفه انك كبيرتنا والعاقله اللى فينا ..بس ياحبيبتى مش معقول تصحى من النوم تلاقى نفسك مش فاكرانا فجأه كده

سكت ...لم اجد ردا ...لم اجد اجابه تقنعها ..او تقنعنى ...ماذا عساي ان اقول ؟...كلماتها منطقيه ...منطقيه جدا ..ولولا اننى اعرف من انا لاقنعتنى كلماتها .....
بعد لحظات من الصمت ..قلت :بصي يا (مياده )...او (مى ) ...مش بينادوكى كده برده؟؟
اومأت ايجابا ..فتابعت : ده مش فقدان ذاكره يا (مى ).... فاقد الذاكره بيبقى تايه ..مش عارف هو مين ؟..ولا سكان فين ؟..ولا ازاى كانت ماشيه حياته ؟.....لكن انا عارفه ...عارفه ومتأكده ..من اسمى ومهنتى واسلوب حياتى ...انا عارفه يا (مى)..عارفه

*** يعنى احنا خطفناكى مثلا ؟؟...ماتقولى كلام يدخل الدماغ يا (مريم).
*** ما اعرفش ...ما اعرفش

وساد الصمت مجددا ...صمت متوتر ..صمت ترغب كلانا فى كسره ...كلانا ترغب فى استئناف الحديث ...كلانا تبحث عن موضوع تهدم به جبال السكوت الجليديه ...كلانا تبحث عن شئ تقوله ....واخيرا قالت (مياده):

(ابراهيم ) جاى بالليل

***(ابراهيم) مين ؟؟

*** لأ بقى ....انتى كده بتهرجى رسمي ...(ابراهيم) خطيبك يا (مريم)

حرام عليكي والله يا رودي انتي كده تشدينا بالحلقة ونبقى عايزين نعرف اللي هيحصل بعد كده وتقفلي الحلقة فكرتيني بالمسلسلات المصرية دايما تقف في الاجزاء المهمة كل ده عشان نفضل متابعين ماشي يا ستي اوعدك بس مش تسيبينا كده على اعصابنا كتير مش كفاية حرقة اعصاب في الكلية مش هايبقى هناك وهنا كمان انا بهزر طبعا ومستنية الحلقة اللي جاية

استاذة ..... وهبدا اتعلم منك اسلوب التشويق في الحكاية

يا تري هتعلميني ولا اييه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يويو ...........حراااااااااااااام عليكى بقى بتشبهى قصتى بالكليه العجيبه بتاعتنا ؟...لاااااااااا يجوووووووووووز



سامح ....اعلمك ايه بس ؟؟...ده انت استاذنا

8

لقاء السحاب ........
لقائى مع ابراهيم .....الدكتور ابراهيم .....
طبيب هو ...ومنذ متى كان الاطباء يروقون لى ؟؟ّ!!!
لطالما كان فارس احلامى مهندسا ..او ضابطا ..او رجل اعمال....
رجل لم تعلمه سنوات الدراسه الطويله الصبر القاتل ...لم يخسر ذاته تلقائيا متحولا الى مراقب دقيق يقتنص شحوب هذا او صفرة عين ذاك ...لم تختلط كلماته بألفاظ لاتينيه ثقيله نسي مع كثرة استعمالها مرادفاتها العربيه ....اريد رجلا نابضا بالحياه وليس ذلك الكائن الثلجى المتدثر بالابيض الشاحب المدعو طبيب.........

مرتدية ثوب وردى نسائي جدا...انيق جدا ..ومستفز جدا جدا ..اختارته لى مياده ...وتاركة شعري منسدلا بناء على طلب الجماهير -مياده والسيده هاله -..متعطره بعطر اعترف انه ساحر ...ومترنحه فوق كعب عال ...دخلت غرفة الضيوف ..لتصطدم عيناى بذلك الشاب الجالس فى انتظارى ...وهكذا وجدتنى اهمس لنفسي بلا وعى :مش كفايه انك دكتور ...لأ وكمان سيس!!

اعدت النظر اليه ...العيون البارده جدا والملامح الباهته ..قميص فوشيا ..وابتسامه بلهاء ...
جلست امامه ...ولمحت تلك اللفافه الضخمه الى جواره ..هى هديه ..لابد انها كذلك ..ترى علام تحتوى؟؟
حاولت التخمين ...غالبا هى كاميرا أثريه ...او ربما هى المجموعه الكامله لالف ليله وليله - ليتها تكون كذلك - او لعلها تسجيلات لاحدث محاضرات التنميه البشريه...

قدمها لى بفخر عجيب قائلا : اتمنى ان زوقى يعجبك
فتحتها بلهفه ..ثم بصدمه صرخت : دبدووووووووووووووووووووووووووب ؟؟!!!!!
عندها - ولاول مره - ادركت معنىصف الدباديب المرصوص على الاريكه الرئيسيه بالصالون ...انها هدايا الدكتور المحترم

قلت بسخريه : مش شايف انى كبرت شويه على موضوع الدباديب ده يا دكتور ابراهيم ؟؟

بدا مندهشا ...سكت لثوان ثم ابتسم ..قال : دايما كده تحرقيلى مفاجأتى ...كنت لسه هاقولك غمضى عنيكى بقى وحركات ..ع العموم احنا فيها ..غمضى عنيكى

قلت (بتناحه) : ليه؟؟
ابتسم قائلا وهو يرفع سلسله ذهبيه بدلايه صغيره : عشان لما تفتحى تشوفى دى ...هه ايه رأيك؟؟
...دى من لازوردى على فكره

قلت بسخريه : فعلا؟؟...على كده تبقى غاليه بقى

رد (بسهتنه ): الغالى للغالى

*** الا ماقولتليش بقى يا دوك ...احنا كنا متخانقين ليه ؟؟

انتقل ليجلس بجانبي على الاريكه ..حاصر عيناى بعينيه ..تنهد كأنه عبد الحليم حافظ ف شارع الحب ..وقال بصوت تعمد ان يخرج مبحوحا متهدجا : مريم ..انا عارف ان مالكيش ذنب ..وعارف ان باباكى ضاغط عليكى جامد ..بس انا كمان من حقي احس انى خاطب ..من حقى اكون معاكى وتكونى معايا ..ماينفعش كل اما احب اشوفك اجيلك هنا عشان بعد 10 دقايق بالكتير الاقى مياده ساحبه كتبها وجايه تذاكر هنا او خالد خلص سهرته مع اصحابه وجاى مروق وبيقلش عليا

*** وانت عايز تقعد معايا لوحدنا ليه ؟؟...هنعمل ايه يعنى؟؟

اقترب منى اكثر وقال بصوت هامس : ده احنا هنعمل عمايل

قلت بحده : زى ايه يعنى؟؟

فى هذه اللحظه تحولت نظراته الى (تسبيل رسمى )..وقال : نحب ف بعض شويه بقى

نهضت واقفه وقلت : نحب ف بعض بمناسبة ايه؟؟

*** انا خطيبك يا مريم

*** والله شرع ربنا مافيهوش حاجه اسمها ان خطيبى يسبللى ولا يقعد معايا لوحدنا

نظر الي بصدمه عاجزا عن النطق ...عندها وجدت الفرصه سانحه لاعاجله بالضربه القاضيه ...قلت :
ابراهيم ...انت قريت كام كتاب ف حياتك ؟
بتحب اى برامج التوك شو؟
بتحب اكتر الجزيره الوثائقيه ولا انيمال بلانيت؟
سمعت حاجه لحمزه نمره او مأمون المليجى ؟
تعرف كام قصيده للابنودى وكام قصيده لجويده؟؟
رحت ساقية الصاوى كام مره؟؟
قضيت كام يوم ف التحرير ؟؟
كان لك ملف ف امن الدوله ولا كنت من بتوع يا حيطه دارينى ؟؟

انت متنح كده ليه ؟؟؟...ماترد يا بنى ادم.



وكان رده بسيط جدا..........وبليغ جدا

هههههههههههههه انا عارفة الرد بما انه دكتور لا وسيس كمان يبقى اكيد زي الدكتور المبجل اللي دخلنا بدون ذكر اسامي واظن انتي عارفة مين يا رودي والاجابة ببساطة انه معملش اي حاجة من اللي قلتيها بس ليه في انه راح مطعم معرفش ايه في المعادي وعربية نوعها ايه وشقة في جليم وكام موبايل وايميلات ع الموبايل حتى في المحاضرة طبعا بغض النظر عن المظهر الخارجي وطريقة الكلام الاكثر من مستفزة طبعا وبالتالي ابلغ اجابة عن اللي سالتيه هي لا طبعا ومش بعيد يقول انتي بتتكلمي عن ايه ويستغرب الكلام